الاثنين، 24 فبراير 2014

لدي حلم

مارتن لوثر كينج ولد في الخامس عشر من يناير 1929 في أطلانطا التي تقع في ولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، سُميّ فور ولادته بمايكل، ولكن لاحقاً تم تسميته بـ’’مارتن‘‘ مثل والده المسؤول المعمداني الكبير ووالدته ألبيرتا ويليامز كينج كانت معلمه. ألتحق مارتن بجامعة مورهاوس في 1944 وعقد صداقته التي دامت طوال حياته مع أستاذه بينجامين مايز، ويعد هو السبب بالإضافة إلى نفوذ والده الذي قاده لدراسة العلوم الكنسيّة. تخرَّج مارتن من مارهوس في عام 1948 وأكمل دراساته العليا أولاً في كلية كروز للعلوم اللاهوتية ثم لاحقاً في كلية اللاهوت جامعة بوسطون، وفور نشره لأطروحته عام 1955 نال مارتن درجة الدكتوراه، وفي بوسطون قابل كوريتا سكوت، التي تزوجها في 1953. وفي عام 1954 أصبح مارتين قس كنيسة ديكستر في مونيجوميري، ألباما حيث تمت عملية الاعتقال الشهيرة لروزا باركز بعد رفضها التخلي عن مقعدها في الحافلة لشخص من ذوي البشرة البيضاء.
 

إسهاماته في الوعي الوطني الأمريكي

بعد اعتقال باركز، ساهم كينج في اسهامات وطنية بارزة في الولايات المتحدة، حيث كان القيادي البارز في تنظيم المقاطعات التي قام بها الأمريكيين الأفارقة لحافلات مونيجوميري.
"كان له دور كبير في كثير من النواحي... في عام 1955-1956 تصدر كينج المشهد، ولكن لم يسعى للقيادة، ولو دعتهم الحاجة لقائداً، كان كينج خياراً محايداً لأبعد درجة فهو صغير السن، جديد في البلدة، ولا يشكل أي تهديد."
- جون أ. كيرك، رئيس قسم التاريخ في جامعة أركنساس.
وبمساعدة من بيارد روستين المناضل البارز والحقوقي ألتزم كينج بمبدأ اللا عنف الذي تصاعد في ذلك الوقت تأثراً بنجاح المهاتما غاندي في معارضة البريطانيين في الهند. في عام 1957 أنشأ كينج مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية مع زملائه النشطاء أمثال سي.كي.ستيل، فريد شاتلوورث و تي.جي.جيمسون. وكرئيس المؤتمر كُلَّف كينج بتنسيق عمل الأنشطة الحقوقية في المنطقة ولكن لم تُكلل مجهوداته نجاحاً على الفور.
"في أواخر عام 1950، بدأ الناس يتساءلون عم إن كان كينج مؤهلاً بشكلٍ كافٍ ليصبح قائداً؟"
- جون أ. كيرك، رئيس قسم التاريخ في جامعة أركنساس.

احتجاجات برمنغهام

"استعاد كينج مكانته في الكفاح من أجل حرية الأمريكان الأفارقة عبر قيادته ل احتجاجات برمنغهام. والتي كانت أكبر الاحتجاجات الحقوقية في التاريخ الأمريكي "
- كلايبورن كارسون، أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد و مدير معهد (مارتن لوثر كينج) للبحوث والتعليم.
برمنغهام، ألباما، كانت أكثر الأماكن التي يناهض فيه الأغلبية البيض ما ينادي به كينج من عدم تمييز ضد السود فكانت فيها أكثر معدلات الهجوم على منازل السود والنشطاء السود. تم سجن كينج وإيداعه في السجن الانفرادي بدعوى خرقه للإنذارات القضائية بخصوص احتجاجات برمنغهام. وكتب من السجن كتاباً بعنوان "رسالة من سجن برمنغهام" ورد فيها على الانتقادات المُوَّجه إليه من رجال الدين البيض كما وضَّح الأسباب وراء أحداث برمنغهام فكتب قائلاً:
"منذ سنين عدةٍ وأنا أسمع كلمة ’انتظروا!‘
ويبدوا أنه طوال هذه الفترة كانت تلك الكلمة تعني ’لن يحدث أبداً‘!"
وبعد الإفراج عنه مباشرة، تم إطلاق حركة تُدعى "الحملة الصليبية للأطفال" والتي كانت تُنظم آلاف من المظاهرات من المدارس، ومع القمع الشرطي الذي تم ضد الاحتجاجات وتصاعد الأمر دوليَّاً عن طريق التلفاز نجح كينج في استقطاب الرأي العام الدولي.
 

لديّ حُلم.

أضاف نجاح كينج في برمنغهام مزيداً من الزخم للمسيرات الحقوقية، وظهر ذلك بشكل كبير في 28 أغسطس 1963 في مسيرة واشنطن من أجل الحرية وتوفير فرص العمل التي شارك فيها أكثر من مائتي ألف شخص تجمعوا عند النصب لنكولن التذكاري حيث ألقى كينج خطبته الأسطورية ’لديّ حلمٌ‘ التي توقع فيها اليوم الذي يُعامل الجميع بمساواة وأن تكون الحرية هي عنوان أمريكا. لكن بعد أن أقل من شهر حدث انفجار كنيسة برمنغهام قتل أربع فتيات صغار، هنا أدرك كينج بأن تحقيق حلمه لن يتحقق بالسهولة التي تصورها وأن هناك الكثير من العمل يجب عمله. في عام 1964 حصل كينج على جائزة نوبل للسلام، وفي نفس السنة تحقق الكثير من المساعي الحقوقية التي سعى لها كينج، ففي عام 1965 أصدر قانون التصويت، وأزيلت الكثير من الحواجز التي كانت تساعد على التمييز في بعض الولايات.
 

انتقاله إلي شيكاغو.

اهتم كينج بالفقراء في الشمال حيث انتقل هو وعائلته لبيت في حي للسود عام 1966، حيث كان التمييز واقعاً اقتصاديَّاً ولم يكن ممنوعاً قانوناً، وسعت حملته في شيكاغو لمكافحة هذا التمييز إلا أن كينج وجد أن التكتيكات التي أستخدمها في الجنوب لا تُجدي نفعاً في الشمال. كان هناك أيضاً دعماً متزايداً داخل حملته لاستخدام الأساليب المُسلَّحة في المعارضة ووجد كينج سياسة اللا عنف التي يدعوا إليها مُهَّمشة وأن شعبيته تتضاءل بشكلٍ كبير. كما أن موقفه المُعارض لتورط أمريكا في حرب فيتنام حال دون المزيد من النفوذ في السياسة الوطنية.

وفاته.

تم تأسيس الحملة الشعبية لمكافحة الفقر في ديسمبر عام 1967، وقام مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية بالضغط على الحكومة لتحسين جهودها في مكافحة الفقر. في 3 إبريل عام 1968، وصل كينج إلي ممفيس للتحضير لمسيرة لدعم العمال المُضربين في هيئة الصرف الصحي، وفي اليوم التالي، تم اطلاق النار عليه في شرفة غرفته بالفندق ودعا الرئيس ليندون جونسون لجعل اليوم يوم حداد وطني. وفي جنازته ألقى صديقه القديم بنجامين مايز مديحاً:
"كان مارتن يؤمن بالولايات المتحدة الأمريكية. وكان يعتقد بأن كل هذا التمييز كان ناجماً عن القوانين، وأن التمييز على أساس العرق واللون بمكن أن يتم استئصاله كما قال في خطابه ’لديّ حُلم‘ في النصب التذكاري بواشنطن."

 أراكم المرة القادمة...

  *)  مُترجم بتصرف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق