الأربعاء، 1 أغسطس 2018

رسالة - 5#

عزيزتي،

نحنُ نكتب لأن كلماتنا تُهِم، نكتُب كي نبقى وتبقى أحاسيسُنا ومشاعرنا. بين السطور قصصٌ وحكاياتٍ، تستشعرُ صدقها عندما تقرأها، تمُسُ كيانك، وتعبثُ بأفكارك، تُلقي بكَ في بحور من الذكرياتِ والأحلامِ والخيالاتِ التي تراودكَ من حينٍ لآخر، تضعُك حيثما ترغب سواءً؛ مصدِّقٌ أم مُكذِّب... هو خياركَ أنت.

ما نستشفَّه من القراءة ادعاءٌ، ادعاء معرفةٍ، نقرأ التفاسيرَ فنأخذُ ما يحلو لنا وما يمكِّنُنا نحن فحسب، وندعي العدلَ ونؤمنُ به ونمارس الظلم بكافةِ أشكالهِ في الظلامِ حيث لن يرانا أحد، نمارسه على ما نملكه، ومن لا يملكُ الدفاع عن نفسه، بل ونبرّرُ لأنفسنا ذلك بقولنا: «حكمةً وصوابًا.»، لكننّا في الحقيقة وفي أعماقِ أعماقِ أنفسنا نعلمُ، نعلم أننا مُدعين! ندعي الإيمانَ ونفرضه، ونحين تشتدُ بنا الأمورَ ويتعلقُ الأمر بنا نُبدِّل هذا الإيمانَ بإيمانٍ آخر كنّا نعيبه البارحة، إيمانًا يستثني شخصنا.

يدَّعي البعضُ في بلادنا، أنّه ليسَ منهم من لا يوقِّر كبيرهم، حجةٌ منهم كي يبقوا الصغار عمدًا تحتَ السيطرة، كي يجادلوا ولا يكشفُ الشبابُ ضيقَ أفقهم وسذاجةَ أفكارهم، ويتناسون بكل أريحيّة الرحمةُ والرأفة، فهي غيرُ مفيدةٍ لن تنفعهم.

يجبرونهم على كل شيءٍ وقد أمروا بغير ذلك، تُغريهُم السُلطةُ نفسُ السلطةُ التي يقذفونها كل يومٍ ويلعنوها...

حبيبتي، الحبُ كانَ خطيئتُنا الوحيدة، إثمنا كانَ أنّنا اخترنا بعضنُا بعضًا، كسرنا قالبًا مجتمعيًّا لعينًا، وندفعُ ضريبةَ حبنا هذه عزلةً وألم، خبّروني أعادلةٌ هذهِ الحياة؟ أعادلٌ هذا الحُكم والتشريع، أنهم لا يرون إلّا أنفسهم، لا يخافون إلا من صورةٍ شكَّلها لهم فعبدوا المجتمع وتقاليده وأصبحوا مسوخًا، أترين سخريةَ القدر في كل هذا؟

تعلمين كم أفتقدُك؟ أفتقدُك بعدد النجومِ، والأكوانِ والمجراتِ، بعدد الطرقاتِ التي حلمنا أن نسلكها معًا، وبعدد كل حلمٍ حلمناه، ونبضاتِ قلبي وقلبكِ التي تضطرم كل لحظةٍ لما آلت إليه أمورنا... وإلى أن نلتقي أخيرًا... أنا على وعدي ... أحبكِ حتى النهاية.


.Angel Footfalls - Dante Gabriel Rossetti


*****

أراكم المرة القادمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق